Rabu, 24 April 2013

Senin, 08 April 2013

موجز في حضارة بغداد الإسلامية



بغداد عاصمة الحضارة الإسلامية
إذا تحدثنا عن تقدُّم العلوم الدينية والعلوم الطبيعية في أيامنا هذه فسنجد إسهاما كبيرا للحضارة الإسلامية وخاصّةً في عهد الدولة العباسية والتي كانت بغدادُ عاصمةً لها من عام 132 (مائة واثنين وثلاثين) من الهجرة _الموافق ب 750 ( سبعمائة وخمسين) الميلادي حتى عام 656 (ستمائة وستة وخمسين ) الهجري _ الموافق ب 1258 (ألف ومائتين وثمانية وخمسين) الميلادي. عِلْمًا بأنّ خلفاء الدولة العباسية اهتموا كثيرا بتطوير مجال العلوم والمعارف والحضارة والسياسة أكثرَ من توسيع رُقْعة البلاد. ينبغي أن نعلم أن الحضارة حينئذ بلغتْ أَوْجَ التقدُّم وغايةَ الازدهار وبالأخصّ في أيّام الخليفة هارون الرشيد (786-809 م) ونَجْلِه المأمون (813-833 م). لقد كان هارون الرشيد فَرْدَ دَهْرِه وجَوْهرةَ زمانِه و كان رَمْزًا لِقادة الدولة العباسية.  وكانت خلافتُه فترةَ فخامةٍ ورفاهيةٍ لم  تَعِشْها الشُّعُوب من قبلُ. ومن ثمَرات جهودِه الشريفة  بِناءُ مدرسة " بيت الحكمة " التي صارت منارةً للعلوم والمعارف والحضارة في زمانه. وبفضل خلافته أصبحتْ بغدادُ مدينةً لايناظرُها ولا يماثلُها أَيُّ مدينةٍ أُخرَى في العالم. اشتَهر الخليفةُ هارون الرشيد بِعَدْلِه وقُوَّةِ خلافتِه واقْتِدارِها. ومِن جرّاءِ جُهودِ الخليفتين هارون الرشيد وابنه المأمون تكوَّنتْ هذه السُّمْعةُ الرفيعة للدولة العباسية كأشْهَرِ الخلافات الإسلامية وأفضلها في تاريخ الحضارة الإسلامية وذاكِرةِ الشُّعوب حيث يقول عبد الرحمن بْنُ أبو بكر السيوطي : " لقد فاض في أيام الرشيد الخيرُ الكثيرُ وصارتْ الدولةُ  كالعَرُوس المَجْلُوَّة "
لا يَخْفَى على الناس أن ازدهارَ المعارف والعلوم بدأ في عهد الخليفة هارون الرشيد وكذلك التقدُّمُ في جميع قِطاعاتِ الحياةِ الإنسانية بِدْءًا من العلوم الدينية ومُرُورًا بالعلوم الحديثة. وقد برز في أيام الدولة العباسية أئِمَّةُ المذاهب الأربعة وهم أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل وأيضا أعلامُ التفسير ومنهم ابن جرير الطبري وابن عطية الأندلسي وأبو مسلم الأصفهاني ,وكذا أئمةُ الحديث كالبخاري ومسلم وابن ماجه وأبو داود والنسائي والبيهقي. والأئمةُ في علم الكلام أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي وواصل بن عطاء, و في اللغة سيبويه.
عَرَف كثيرٌ من الناس وخاصةً الأروبيون فَضْلَ بُناةِ الحضارة الذين عاشوا في الخلافة العباسية ومنهم ابنُ سينا وابن رشد والكندي والفارابي فلاسفة ذاك العصر, و أيضا تَطَوُّرَ علومِ الطبِّ والفلَك والجُغرافيا والتاريخ والأدب. 
فتلك هي الإنجازاتُ الحضاريَّة  التي لا تُنْسَى ولا نظيرَ لها في العالم مُنْذُئِذٍ إلى الآن. فإنّ دولة الإسلام في أيام العباسية حقَّقتْ مَجْدًا مُبْهِرًا حتى أن تلك الحِقْبة يعتبرُها كثيرٌ من المؤرِّخين العصرَ الذهبيّ للإسلام. ولكن مع الأسف الشديد انحطّتْ الدولةُ عَقِب تلك الفترةِ انحِطاطا بَيِّناً لاسيما بدايةً من أواخر القرنِ الثالث عشر حتى القرنِ التاسع عشر من الهجرة. يجب علينا أن نَتَعاضَدَ شِيْباً وشبّابًا, عُلماءً ومُثَقَّفِين أن نُحَمِّسَ بَعْضُنَا بَعْضًا لِبَعْثِ هذا المَجْد التَلِيد.
لا بد أن نَعِيَ أن الإسلام في أيام الدولة العباسية خاصةً تحت قِيادة الخليفة هارون الرشيد كان مصدرَ الإلهام لبغداد عاصمةِ الحضارة. ومنبعَ الازدهار للفلسفة والتاريخ والعلوم حتى يومنا الراهِن. فحَرِيٌّ بِنا كشبابٍ للأمة أن نُسْهِمَ في تطوير حضارتِنا بِحَماسٍ. أحدُ المؤرخين الأوربين في القرن العشرين, فيليب حِتّي, يقول : " إن بغداد  تُمَثِّلُ عاصمةَ الحضارة والثقافة للمجتمع الإسلامي "